Peki ya şehvet köpeklerinin olduğu kalbe Allah marifeti nasıl girsin / İbn Teymiyye
وسمعته يقول في قول النّبيِّ – صلى الله عليه وسلم -: «لا تدخلُ الملائكة بيتًا فيه كلبٌ ولا صورةٌ»: إذا كانت الملائكة المخلوقون يمنعها الكلب والصُّورة عن دخول البيت، فكيف تلِجُ معرفةُ الله ومحبّته وحلاوةُ ذكره والأنسُ بقربه، في بيتٍ ممتلئٍ بكلاب الشّهوات وصورها؟ فهذا من إشارة اللّفظ الصّحيحة.
ومن هذا: أنّ طهارة الثّوب الظّاهر والبدن إذا كانت شرطًا في صحّة الصّلاة والاعتداد بها، فإذا أخلَّ بها كانت فاسدةً، فكيف إذا كان القلب نجسًا ولم يُطهِّره صاحبه؟ فكيف يُعتَدُّ له بصلاته وإن أسقطت القضاء؟ وهل طهارة الظّاهر إلّا تكميلٌ لطهارة الباطن؟
ومن هذا: أنّ استقبال القبلة في الصّلاة شرطٌ لصحّتها، وهي بيت الرّبِّ، فتوجُّه المصلِّي إليها ببدنه وقالَبه شرطٌ، فكيف تصحُّ صلاة من لم يتوجّه بقلبه إلى ربِّ القبلة والبدن؟ بل وجَّه بدنَه إلى البيت، ووجَّه قلبَه إلى غير ربِّ البيت[1]
وكذلك قوله: “لا أُحِلُّ المسجدَ لحائضٍ ولا جُنُبٍ”، فإذا حرم بيت الرب على الحائض والجنب، فكيف بمعرفته ومحبته والتنعم بذكره على حائض القلب وجنبه؟
فهذه إشارات صحيحة، وهي من جنس مقاييس الفقهاء، بل أصح من كثير منها[2]
[1] مدارج السالكين – ط عطاءات العلم 3/200
[2] الكلام على مسألة السماع 1/332